مستشفى دار الأمل الجامعي
ENG
Top
القلق الدراسي: أسباب وكيـفية التعامل معه
 

أن القلق النفسي لدى الطلاب شائع، والحالات التي تصاب  به كثيرة خاصة مع اقتراب الأحداث الدراسية المهمة كالامتحانات وبدء العام الدراسي، أو بدء الفصل الدراسي الثاني، أو في بداية دخوله المرحلة الثانوية العامة...

وهذه الحالة من القلق النفسي من الممكن أن تصبح عقبة أمام نجاحهم وتحصيلهم الدراسي.

وهذا الضغط النفسي  ليس على الطلاب فحسب بل يطال الاهل ايضاً. فأكثر الأمور مشقة بالنسبة إلى الآباء والأمهات، هو المسؤوليات اليومية الملقاة على عاتقهم، من متابعة أعمال إدارة المنزل وتهيئة الأبناء للمدرسة وما يصاحبهما من روتين يومي مزعج وصولا إلى تنظيم ساعات نوم الأطفال ودفعهم للالتزام بهذا الروتين. هذاً فضلاً عن الاعباء المادية احياناً. وتصل الى حدوث خلاف بين الأبوين بسبب تنصّل أحدهما من القيام بواجب أخذ الأطفال إلى المدرسة وإرجاعهم منها، او مراقبة نشاط الابناء في اتمام واجباتهم المدرسية .       

مضاعفات القلق النفسى لدى الطالب:

والخوف من الدراسة وصعوبة المهام المطلوبة من الطالب تجعله يشعر بالذعر، ويشعر بحالة من الخوف المزمن من الامتحانات والدروس والمدرسة، وبالتدريج وبزيادة حالة القلق النفسى يصبح الطالب غير قادر على التحصيل الدراسى نتيجة تشتت الذهن وضعف التركيز وقلة الاستيعاب وانعدام التفكير السليم،  وما يؤدي بالتالي الى انخفاض مستوى الطموح الدراسى ونقص الثقة فى النفس والتأخر  الدراسى وتشتت الانتباه أثناء الحصص الدراسية والانفعال والتوتر وشدة العصبية أثناء المذاكرة وكثرة الغياب عن المدرسة أو الهروب منها وكثرة التمارض والحجج الواهية لعدم الذهاب إلى المدرسة والتهرب من مواقف المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية وكثرة النوم والكسل والخمول وكراهية المدرسة وتضييع وإخفاء الكتب وتعكير الجو بشتى الطرق أثناء الحصص الدراسية.

وهى كلها مضاعفات الإصابة بالقلق النفسى.

 

كيف نتعامل مع هذا النوع من الضغوط النفسية ؟

علاج مثل هذه الحالة يجب أن يكون مبكرا، ولا يصح إهماله أو التأخر فيه، فحالة الطالب المصاب بقلق نفسى، تزيد كلما ذهب للمدرسة، أو شرع فى حل الواجب، أو طلب منه أداء امتحان شفهى أو تحريرى شهرى، وهنا على الأسرة أن تكون أكثر ملاحظة واقترابا منه، والتحدث معه فى المشكلة، ومحاولة تقليل الضغط النفسى عليه، وتقليل متطلباتها وآمالها منه، أى لا يصح أن نطالبه على الدوام بالتفوق، ونوبخه على الدرجات المنخفضة والاخفاقات، بل نكون معتدلين ونتقبل الفشل ونحاوره فيه وفى إمكانية التخلص منه، ونشجعه كلما حقق نجاحا معينا.

هذا الطالب علينا مكافئته باستمرار، وتحسين صورة المدرسة والمذاكرة فى عينيه، من خلال إدخاله فى مهام جانبية بجانب الدراسة، كممارسة رياضته المفضلة وتشجيعه على القراءة، هنا يشعر الطالب بانعدام الضغط النفسى والعصبى عليه ويبدء فى التخلص من هذا القلق.

 

من ناحية اخرى :

1. أهمية تعويد الأطفال على الذهاب للنوم والاستيقاظ مبكرا قبل أيام من بداية المدرسة ، لتسهل مهمة إيقاظهم في الأيام الأولى وإخضاعهم للروتين مجدداً.

2. ومن الضروري إدخال بعض الأنشطة المسلية والممتعة ضمن برنامج مراجعة الدروس في الأيام الأولى لاستئناف الدراسة.

3. ضرورة أن يكون الأبوان واقعيين وجديين في ما يتعلق بالالتزام بالروتين منذ الأيام الأولى، مع وضع الأولويات الضرورية ومراعاة تنفيذها في الوقت المناسب، وإلا فإن فرصة السيطرة على الأمور ستضيع من دون شك لبقية العام الدراسي.